لقمان آية : ٢٧] ، وقوله : (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) [سورة الكهف آية : ٨٤] ، والفرق بين مكنا له ومكناه أن معنى مكنا له : جعلنا له ما يتمكن به في الأرض ، ومعنى مكناه : أقدرناه على ملك الأرض.
وقوله : (وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) [سورة الكهف آية : ٤٧] والمراد : أنا نسير الجبال فيحلوا منها وجه الأرض فتراها بارزة أي : ظاهرة لا شيء فيها ، ويجوز أن تكون بارزة بمعنى : مبرزة أي : قد أبرز جميع ما في بطنها ، وجاءت على فاعلة على النسبة كما قيل : الحاسة وهي من أحسست على النسبة لا على طلب الفعل ، أي : هي ذات كذا ، ويجوز أن يكون المعنى أنك ترى أهل الأرض بارزين كما قال : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) [سورة إبراهيم آية : ٢١] ، وقال : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) [سورة إبراهيم آية : ٤٨].
التاسع : محي الأرض مثلا ، وهو قوله : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [سورة هود آية : ١٠٧ ، ١٠٨]. لم يرد أرضا بعينها وإنما هو على حسب قول العرب في معنى الأبد : لا أفعل ذاك ما اختلف الليل والنهار وما طما البحر وما أقام الجبل وما دامت السموات والأرض.
هذا وإن كان اللفظ الليل والنهار والجبل والأرض والسماء ، فإنما المراد به الأبد ، وإنما جعلوا هذه الأشياء أمثالا في الأبد ؛ لأنها عندهم لا تتغير ، ويجوز أن يكون المراد أرض الجنة والنار.