الأحد (١)
أصله الانفراد ، يقال : رجل وحد إذا كان منفردا ، ولهذا قالوا : مررت برجل وحده. لما أرادوا معنى الانفراد ، كأنهم أرادوا برجل أفرادا ، وأفرادا منصوب نصب المصدر فنصبوا وحده ؛ لأنه جعل موضع أفراد.
__________________
(١) [وحد] : الوحد : المنفرد. رجل وحد ، وثور وحد. وتفسير الرّجل الوحد : الذي لا يعرف له أصل.
قال :
بذي الليل على مستأنس وحد
والوحد ـ خفيف ـ : حدة كل شيء. والوحد : منصوب في كلّ شيء ، لأنّه يجري مجرى المصدر خارجا من الوصف ، ليس بنعت فيتبع الاسم. وليس بخبر فيقصد إليه دون ما أضيف إليه ، فكان النّصب أولى به ، إلّا أنّ العرب قد أضافت إليه ، فقالت : هو نسيج وحده ، وهما نسيجا وحدهما ، وهم نسجاء وحدهم ، وهي نسيجة وحدها ، وهنّ نسائج وحدهنّ : وهو الرّجل المصيب الرأي. وكذلك قريع وحده وكذلك صرفه ، وهو الذي لا يقارعه في الفضل أحد.
ووحد الشّيء فهو يحد حدة ، وكل شيء على حدة بائن من آخر. يقال : ذلك على حدته وهما على حدتهما ، وهم على حدتهم ، والرّجل الوحيد ذو الوحدة ، وهو المنفرد لا أنيس معه ، وقد وحد يوحد وحادة ووحدة ووحدا.
والتّوحيد : الإيمان بالله وحده لا شريك له ، والله الواحد الأحد ذو التّوحّد والوحدانيّة. والواحد : أوّل عدد من الحساب. تقول في ابتداء العدد : واحد ، اثنان ، ثلاثة إلى عشرة. وإن شئت قلت : أحد ، اثنان ، ثلاثة ، وفي التّأنيث : واحدة وإحدى. ولا يقال غير أحد ، وإحدى في أحد عشر ، وإحدى عشرة. ويقال : واحد وعشرون ، وواحدة وعشرون ، فإذا حملوا الأحد على الفاعل أجري مجرى الثّاني والثالث ، وقالوا : هذا حادي عشرهم ، وثاني عشرهم وهذه الليلة الحادية عشرة واليوم الحادي عشر. وهذا مقلوب كجذب وجبذ.
والوحدان : جماعة الواحد.
وتقول : هو أحدهم ، وهي إحداهنّ ، فإذا كانت امرأة مع رجال لم يستقم أن تقول : إحداهم ، ولا أحدهم ، إلا أن تقول : هي كأحدهم ، أو هي واحدة منهم.
وتقول : الجلوس والقعود واحد ، وأصحابك وأصحابي واحد.
والموحد كالمثنى والمثلث ، تقول : جاءوا مثنى ومثلث وموحد ، وجاءوا ثناء وثلاث وأحاد. والميحاد كالمعشار ، وهو جزء واحد ، كما أنّ المعشار عشر.
والمواحيد : جماعة الميحاد ، ولو رأيت أكمات منفردات كلّ واحدة بائنة عن الأخرى كانت ميحادا أو مواحيد.
وتقول : ذاك أمر لست فيه بأوحد ، أي : لست على حدة. والحدة أصلها الواو. [العين : وحد].