الآل (١)
أصل الآل من الأول وهو الرجوع ، والآل الشخص يرفع في الصحاري للناظر فيراه ليس بشيء ، وسمي آلاء ؛ لأنه يخفى ثم يرجع فيظهر ، وبه سمي شخص الرجل آلاء ، والأله الشدة من شدائد الدهر ؛ لأنها تذهب ثم ترجع ، قالت الخنساء :
سأحمل نفسي على آلة ف |
|
ـ إمّا عليها وإمّا لها |
والآلة : الحالة ؛ لأنها لا تبقى.
والآل ربما جاء بمعنى الأهل ، وبينهما فرق يقال : أهل العلم وأهل البلد ، ولا يقال :
آل العلم وآل البلد ، ويقال : أهل الرجل لأقاربه وهم آله أيضا وآله أتباعه ، فكان الآل من جهة القرابة والصحبة ، والأهل من جهة النسب والاختصاص.
وقيل : العرب تقول في تصغير آل : أهيل فهذا يدل على أن أصل الهمزة في آل هاء.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول : بمعنى الأتباع ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) [سورة القمر آية : ٤١] يعني : أتباعه ، والمعنى : جاءته النذر وجاءتهم أيضا ، ومثله : (آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) [سورة غافر آية : ٤٦] فاكتفى بذكرهم عن ذكره لدلالته عليه ، ومعلوم أنها إذا جاءتهم لأجل كفرهم وهو كافر مثلهم ، فقد جاء به وهذا من الإيجاز المحمود.
الثاني : أهل بيت الرجل ، قال الله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) [سورة القمر آية : ٣٤] وهذا مثل الأول ؛ لأنه نجاه ونجى أهل بيته فاكتفى بذكر أهل بيته لبيان المعنى ، ومثله : (إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة الحجر آية : ٥٩].
__________________
(١) الفرق بين الآل والشخص : أن الآل هو الشخص الذى يظهر لك من بعيد ، شبه بالآل الذي يرتفع في الصحاري ، وهو غير السراب وإنما السراب سبخة تطلع عليها الشمس فتبرق كأنها ماء ، والآل شخوص ترتفع في الصحاري للناظر وليست بشىء ، وقيل الآل من الشخوص ما لم يشتبه وقال بعضهم" الآل من الاجسام ما طال ولهذا سمي الخشب آلا". [الفروق اللغوية : ١ / ٧].