فالاولى في مقام الجواب عن هذا الاستدلال ان يقال ان مبنى ذلك كون كلمة" لعل" موضوعة للترجي المساوق لكلمة" اميد" في الفارسية.
لكن التدبر في موارد استعمالها في القرآن الكريم ، والادعية المأثورة عن المعصومين (ع) وكلمات أهل العرف يوجب عدم كونه موضوعا لها لاحظ قوله تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)(١) وقوله عز من قائل (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ)(٢) وقول الإمام السجاد (ع) في دعاء ابى حمزة (٣) ، لعلك عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فأقصيتني إلى آخر ما في ذلك الدعاء من استعمال هذه الكلمة التي من المعلوم عدم ملائمتها مع اظهار الرجاء.
وقول أهل العرف ، لعل الشدة نازلة وغير ذلك من الموارد التي لا شك في عدم التجوز فيها.
فالظاهر ان كلمة لعل وضعت لتستعمل في موارد احتمال الوقوع سواء أكان مرجوا أم لا.
الوجه الثاني : من وجوه الاستدلال بالآية الشريفة لحجية خبر الواحد ، ان الغاية للانذار الواجب ، الذي هو غاية للنفر الواجب ، بمقتضى لو لا
__________________
(١) الآية ٦ من سورة الكهف.
(٢) الآية ١٢ من سورة هود.
(٣) الاقبال لابن طاوس ص ٧١ (فصل : فيما يذكر من أدعية تتكرر كل ليلة منه وقت السحر) وفي غيره من كتب الادعية في أعمال السحر من شهر رمضان المبارك.