النصوص الدالة على حجية خبر الواحد
السادس : من ادلة حجية الخبر الواحد ، النصوص الكثيرة الواردة في موارد مختلفة ، وقبل بيان هذا الاستدلال لا بد من تقديم مقدمة.
وهي ان التواتر على اقسام :
الأول : التواتر اللفظي وهو ما لو كان جميع الأخبار لفظها واحدا كخبر غدير الخم ، فان هذه العبارة (من كنت مولاه فعلي مولاه) نقلها الجميع.
الثاني : التواتر المعنوي ، وهو ما إذا اتفقوا على نقل مضمون واحد بالمطابقة أو بالتضمن أو بالالتزام ، كالاتفاق على شجاعة الإمام على.
الثالث : التواتر الإجمالي وهو ما إذا كانت الأخبار مختلفة لفظا ومعنى ، ولكن يعلم بصدور واحد منها.
وقد اختار المحقق النائيني (ره) (١) عدم وجوده ، بدعوى ان الأخبار وان بلغت من الكثرة ما بلغت فان كان هناك جامع بينها ، يكون الكل متفقا على نقله ، فهو يرجع إلى التواتر المعنوي ، وإلا فلا وجه لحصول القطع بصدق واحد منها بعد جواز كذب كل واحد منها في حد نفسه وعدم ارتباط بعضه ببعض.
وفيه : ان مقتضى هذا البرهان انكار التواتر اللفظي والمعنوي أيضاً : إذ كل واحد من الأخبار في نفسه محتمل للصدق والكذب ، فكما يقال هناك انه يمتنع
__________________
(١) أجود التقريرات ج ٢ ص ١١٣ ، وفي الطبعة الجديدة ج ٣ ص ١٩٧.