الاكراه والاضطرار
المورد الثاني : في الاكراه والاضطرار وما لا يطاق ، وقبل الدخول في البحث لا بد من بيان حقيقة كل من هذه الثلاثة :
اما الاكراه فهو عبارة عن حمل الغير على ما يكرهه ، ويعتبر في صدقه أمور :
منها : ان يكون بحمل الغير فلو فعل فعلا لترضية خاطر الغير من غير حمله عليه لا يصدق الاكراه ، كما انه لو حمله حيوان لا يصدق الاكراه.
منها : ان يكون حمل الغير مقترنا بالوعيد ، ولو بالالتزام فلو حمله الغير مع وعده بالنفع لا يصدق الاكراه.
منها : ان يكون الضرر المتوعد به مما لا يكون مستحقا عليه فلو حمله عليه ووعده على ما يستحقه من القصاص ، أو طلب الدين لا يكون مكرها عليه.
منها : ان يكون الحمل متعلقا بالفعل نفسه فلو حمله على اعطاء مال وتوقف ذلك على بيع داره لا يكون بيع الدار مكرها عليه.
منها : ان يكون الضرر المتوعد به مما يحتمل ترتبه.
واما الاضطرار فهو عبارة عن الالجاء على فعل أو ترك بحيث يكون مخالفته مشقة وضررا عليه من غير حمل الغير عليه.
واما ما ما لا يطاق فهو مع الاضطرار متعاكسان دائما فكل فعل مضطر إليه يكون تركه مما لا يطاق وكل ترك مضطر إليه يكون فعله مما لا يطاق.