قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ).
أتم بيان للتمييز بين الخبيث والطيب اي : آمنوا مخلصين في ايمانكم بالله ورسله الذين اجتباهم تعالى لهدايتكم. والتفريع باعتبار ان الايمان بالله تعالى والرسل مادة الطيب وروح الحياة الطيبة كما قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) النحل ـ ٩٧ وهو يدل على ان ثمرة الايمان هي الحياة الطيبة ، والمستفاد من ذلك ان الطيب والخباثة يدوران مدار الايمان والكفر ، وقد امر سبحانه وتعالى باكتساب سبب الطيب ومادته بالاختيار لان الايمان امر اختياري.
قوله تعالى : (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
إعلام بأن آثار الحياة الطيبة مترتبة على العمل الصالح والأجر متفرع على الايمان والتقوى بعد بيان أن الايمان روح الحياة الطيبة وهو مادة الطيب فالاجر العظيم المعدّ للمؤمنين انما يكون لمن آمن بالله تعالى ورسله واتقى ما يوجب مخالفته عزوجل وهذا ما يدل عليه جملة كثيرة من الآيات الشريفة. ولذا كرر عزوجل الأمر بالإيمان فان الاول كان لدرك طيب الحياة ، والثاني لدرك الأجر العظيم الذي لا يعرف كنهه وخصوصياته الا الله تعالى لان الابتلاء عظيم وهو شاق على النفوس فيكون أجره عظيما ايضا.