فاطر ـ ٨ فهو الحريص على ايمان الناس جميعهم والدخول في رحمة الله عزوجل ولا يبقى بغي وظلم على وجه الأرض.
والآية الشريفة تسلي النبي (صلىاللهعليهوآله) عن ذلك وترشده الى الحزن لأنه ليس له الا البلاغ قال تعالى : (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) الرعد ـ ٤٠ ، مضافا الى أن المستفاد من الآية الكريمة أن سبب حزنه (صلىاللهعليهوآله) هو مسارعتهم في الكفر وخوف الإضرار بالمؤمنين ، ولذا ورد في علة النهي (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً).
الثاني : يدل قوله تعالى : (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) على كمال عنايته عزوجل بالرسول الكريم (صلىاللهعليهوآله) والمؤمنين حيث جعل مضرتهم مضرته عزوجل ، وهو يعدهم بأن إضرار الكافرين لا يصل إليهم كما ان اضرارهم لا يصل الى الله تعالى فانه الغني عن العالمين والقادر على أن يغني المؤمنين ويعزهم بعزته ، ويمنحهم الصبر ويجزيهم الجزاء الأوفى ، ويقمع كيد الكافرين ويرده عليهم قال تعالى : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)» الزمر ـ ٦٣. ومن مظاهر استيلاء الله تعالى عليهم وعدم إمكان اضرارهم له أن حرمهم الله تعالى من حظ الآخرة الذي هو عظيم امره ، وأوعدهم العذاب العظيم الذي أعده الله تعالى الكافرين جزاء مسارعتهم في الكفر وكانت ارادته تعالى لذلك مستمرة معهم لا تبديل لها وهم اختاروا ذلك.
الثالث : يدل قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ) ان كل من اعرض عن الايمان سواء كان من المسارعين في الكفر أم من غيرهم لن يضروا الله تعالى والمؤمنين فإنهم معززون بعزته.