بحث روائي
في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال : «قلت له : أخبرني عن الكافر الموت خير له أم الحياة؟ فقال (ع) : الموت خير للمؤمن والكافر قلت : ولم؟ قال لان الله تعالى يقول : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) ويقول : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ).
أقول : روي قريبا منه في الدر المنثور عن ابن مسعود ، وحيث انه ذكر الأبرار في مقابل الذين كفروا صح ان يراد به مطلق المؤمنين لا طائفة خاصة ، ويشهد لذلك جملة من الآيات والاخبار التي وردت في بيان درجات الجنة للمؤمنين.
وفي اسباب النزول للواحدي قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) «عرضت عليّ امتي في صورها كما عرضت على آدم وأعلمت من يؤمن بي ومن يكفر ، فبلغ ذلك المنافقين ، فاستهزأوا ، وقالوا يزعم محمد انه يعلم من يؤمن به ومن يكفر ، ونحن معه ولا يعرفنا فانزل الله تعالى هذه الآية (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ).
أقول : على فرض صحة الحديث لا بعد فيه بحسب القواعد العقلية لان المستفيض قابل لجميع أنحاء الاستفاضة والمفيض بالنسبة اليه لاحد لإفاضته ، فعرض صور الامة عليه يكون كعرض أعمالها عليه في كل يوم الاثنين والخميس كما نطقت به الأحاديث.