زعموا أن رفضهم الايمان برسول ـ يدعي برسالة من الله تعالى وهم لا يعترفون برسالته حسب اهوائهم ـ كان بوصية من الله تعالى وإطاعة لأمره عزوجل.
وانما قالوا «لرسول» مداهنة ومغالطة والافهم لا يعترفون برسالة أحد إلا من يعلقون الايمان به على ما قالوه.
قوله تعالى : (حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ).
القربان : فعلان من القربة وهو يأتي اسما كالبرهان والسلطان ومصدرا كالعدوان والخسران وهو كل ما يتقرب به الى الله تعالى من نعم وغيرها. وأكل النار كناية عن إحراق القربان واحالته إلى رماد وكان ذلك معجزة خاصة تدل على صدق المدعي في دعواه.
ويستفاد من الآية الشريفة وذيلها انها كانت شائعة عندهم وفي بعض الأحاديث انها كانت لأنبياء بني إسرائيل وفي قصة ابني آدم دلالة على وقوعها كما حكى الله تعالى ذلك في سورة المائدة آية ٢٧.
وذكر بعض المفسرين ان إحراق القربان كان بفعل أنفسهم وبأيديهم ولم يكن معجزة خارقة للعادة واستشهد ببعض الفقرات من الفصل الاول من سفر اللاويين. ولكن ما ذكره مخالف لظاهر الآية الشريفة بل صريحها في ان إحراق القربان كان بسبب غيبي فهي معجزة دالة على صدق مدعي الرسالة واستشهاده بالتوراة الرائجة غريب جدا فإنها مضافا إلى معلومية تحريفها بحيث لا يبقى مجال للاستشهاد بها معارض بما دل على نزول النار من السماء. وقد كفانا مؤونة الرد عليه شيخنا البلاغي (قدس الله نفسه) فراجع.
وكيف كان فهي معجزة خارقة للعادة وهؤلاء زعموا ان ايمانهم