يَنْظُرُونَ) الزمر ـ ٦٨ والمنساق من الاستثناء خصوص فرد واحد وهو ملك الموت ولكنه يموت بعد ذلك بمشية الهية كما هو مفصل في الحديث.
وقد يقال ان الآية المباركة بعمومها تشمل الباري عزوجل لإطلاق النفس عليه قال تعالى حكاية عن عيسى بن مريم : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) المائدة ـ ١١٦. ولكنه فاسد لاختصاص لفظ النفس بالأجسام ، وان النفس التي تضاف اليه عزوجل ليست النفس الاصطلاحية المعروف فان مثل هذه النفس لا يعقل ذوق الموت بالنسبة إليها بل هي بمعنى الذات ، واطلاق النفس عليه جلت عظمته لحسن المشاكلة ومراعاة الفصاحة والبلاغة.
وذوق النفس للموت باعتبار انفصال تدبيرات النفس عن البدن ومفارقة الروح عنه ولذا عبر سبحانه وتعالى بالذوق لأنه انما يكون عن شعور وهو يختص بالنفس وهي باقية ببقاء الله تعالى إما في زمرة السعداء أو في زمرة الأشقياء ، واما البدن فلا شعور ولا احساس له بعد انفصال الروح عنه بالموت وان كان اصل المادة باقية ، واما الصور فهي تتبدل حسب مرور الدهور والأيام إلى ان يحشر في يوم القيامة.
قوله تعالى : (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ).
التوفية العطاء الكامل يقال وافاه اجره اي : أعطاه إياه تماما ولم ينقص منه شيئا وفي الحديث : «انكم وفيتم سبعين امة أنتم خيرها» اي. تمت العدة بكم سبعين.
والمعنى : من ذاق الموت يوفى اجره تاما سعيدا كان أو شقيا لأن كلا منهما يستحق جزاء عمله ويوفى اجره اليه فنتائج الأعمال لا تنفك عن العامل.