حسنة وتعد من مفاخر الدنيا والآخرة واما من الأشقياء فلا شبهة في مبغوضية أعمالهم السيئة والدنيا من حيث الاضافة إليها مبغوضة أيضا وبتعبير آخر : الدنيا من هذه الجهة اما ان تكون من النعيم الاخروي يظهر في الدنيا بالوجود المناسب لها واما من الجحيم ، ومن هذه الجهة تكون متاع الغرور وبذلك يمكن الجمع بين ما ورد في مدح الدنيا وما ورد في ذمها.
وكيف كان فانه يستفاد من الحصر الوارد في الآية الشريفة (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) ان كل فعل وعمل في هذه الدنيا سواء صدر من الأخيار أو من الفساق الفجار فانه لا محالة محدود لا بقاء له هذا إذا جعلنا عمل الخير من متاع الدنيا ، واما إذا جعلنا من الآخرة في الدنيا كما تقدم آنفا فالحصر مختص بعمل الشر ، فالآية المباركة تبين ان الدنيا لا بد ان لا تغر الإنسان بمظاهرها الخلابة فتمنعه عن ذكر الله تعالى والايمان به والعمل الصالح وتكميل نفسه بمكارم الأخلاق ولا يصح ان يجعل متاع الدنيا غاية تمنعه عن الكمال ، كأنه لا نهاية له بل هي وسيلة لطلب السعادة وزيادة الأجر ، لان الأجر الحقيقي هو ما ذكره عزوجل من الزحزحة عن النار والدخول في الجنة فلا سعادة وراء ذلك ولا بد من السعي إليها ، كما ان الأجر الحقيقي ليس هو أياما في هذه الدنيا يستمتع فيها ثم يزول فيرد على عذاب ابدي لا خلاص منه وذلك هو الخسران المبين.
قوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ).
بعد ما ذكر عزوجل جريان سنة البلاء والابتلاء في المؤمنين وما يوجب الوهن في عزيمتهم ، يبين سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة