بأحسن أوصاف. وفي الحديث : «خير الأمور عوازمها» ، وصاحب العزم هو الثابت في الارادة والكمال والفضيلة قد اتصف بالفضل والكمال بحيث نال آخر مقامات الانسانية الكاملة ولو عبر عنه بآخر مقام الوفاء بالعهد وأول مرتبة التفاني في مرضات المعبود لكان حسنا وجديرا ولذا صار الأنبياء العظام من اولي العزم.
والمعنى : ان الصبر والتقوى لهما من الكمال والمزية ما لا يمكن اقتناؤهما بسهولة ويسر بل لا بد من عقد القلب وجزم الارادة عليهما وبصيرة بهما فلا بد من عزيمة لمواجهة كيد الأعداء والمكابرة.
وانما أشار سبحانه وتعالى إليهما بالإشارة البعيدة إيذانا بعلو درجتهما وبعد منزلتهما كما انه عزوجل اتى بالمفرد «ذلك» لبيان انهما متلازمان فلا يتحقق أحدهما بدون الآخر ، فان الصبر في الدين للدين يلازم التقوى كما ان التقوى تلازم الصبر وفي الحديث : «ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد».
قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ).
رجوع الى اليهود والنصارى. والميثاق ـ كما تقدم ـ هو العهد المؤكد وقد تقدم اشتقاق الكلمة في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) آل عمران ـ ٨١ والمراد من الذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى ، ويحتمل ان يكون اليهود ، وانما خصهم بالذكر لأنهم عرفوا بالعناد وكتمان الحق ، وانما ذكر إيتاء الكتاب تقبيحا لأفعالهم وتذكيرا لهم بأنهم أهل الكتاب فلا ينبغي ان يصدر منهم ذلك وقد تقدم ما يتعلق بأخذ الميثاق فراجع.