فان التوفية انما تكون في ما إذا سبق بعض العطاء ، وان في يوم القيامة العطاء الوافي الكامل وفي الحديث : «القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران».
السادس : يدل قوله تعالى : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) على عظمة الموقف وشدة الهول ، فان لكل انسان موقفا في النار لا يمكن إزاحته عنه إلا بعد الزحزحة ومقاساة الشدائد والأهوال والصبر عليها حتى يتحقق الفوز والدخول بالجنة.
وحذف المتعلق في الفوز يفيد العظمة والتعميم ، فانه فوز عن كل مكروه وسلامة من كل شدة ونجاة من النار ، كما انه الفوز بالمحبوب والدخول في الجنة وان فيها النعيم الدائم.
السابع : يستفاد من قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) على خسة هذه الحياة في مقابل الحياة الاخرى ، وان في هذه الحياة يتعين مصير الإنسان في العقبى ، ففي هذه الحياة تتحقق الزحزحة عن النار والدخول في الجنة ، وفي الآية الشريفة الترغيب الى العمل الذي يوجب ذلك والاعراض عن زخارف الدنيا ومباهجها التي تبعد الإنسان عن كل خير وسعادة فإنها تغره وتلقيه في الشقاء والخسران.
الثامن : يستفاد من قوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) ان الزحزحة عن النار والفوز بالجنة والنعيم الدائم لا يتحققان إلا بالبلاء والابتلاء والصبر على البلايا والرزايا والأذى الكثير وتقوى الله تعالى وأن في الصبر والتقوى النجاة فتعتبر هذه الآية الشريفة كالعلة بالنسبة الى الآية السابقة مضافا الى ان الآية المباركة ترغب المؤمنين الى الصبر والتقوى ، فإنهما الأساس لكل سعادة.
التاسع : يدل قوله تعالى : (فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) على