بحث فلسفي
الحياة والموت أمران وجدانيان لكل ذي حياة ولكن الكلام في حقيقة الحياة التي لم تكتشف بعد وان بذل العلماء غاية الجهد في دركها ومعرفة حقيقتها وخصوصياتها مع ان آثارها مشاهدة بالحس ودرك أصلها وجداني لكل ذي حياة.
كذلك حقيقة الموت فانه وان كان معلوما لكل ذي حياة سواء كان الموت نباتيا أو حيوانيا أو انسانيا. نعم الذي تدل عليه الكتب السماوية واقوال المحققين من الفلاسفة ان موت الإنسان ليس انعداما لروحه ، بل هو نقل الروح من عالم إلى عالم آخر يرى فيه نتائج اعماله وآثار أفعاله وأقواله هذا بالنسبة إلى موت الإنسان.
واما بالنسبة إلى موت الحيوان والنبات فهل هو من انتقال الروح إلى عالم آخر من سنخه أو انعدامها كما ينعدم نور السراج باطفائه ، أو من قبيل تبدل صورة إلى صورة اخرى مناسبة جوهرا كانت أو عرضا أو غير ذلك. كل ذلك محتمل ولم يرد في الفلسفة القديمة ولا الحديثة شيء يروي الغليل ويشفي العليل ، ويمكن اختيار الاحتمال الأخير والقول بالتبدل لما عليه من الشواهد النقلية والتجربية بل العقلية أيضا ويأتي في الموضع المناسب تتمة الكلام ان شاء الله تعالى.