في معرفتها ولم يبلغ معشار ما فيها ، وفي كل يوم يبرز علما جديدا ومعرفة مستجدة وما جهله اكثر مما علمه بمراتب.
وانما اتى عزوجل لفظ الأرض مفردا لان الأرض التي يعيش عليها الإنسان ويستفيد منها انما هي واحدة كما دلت عليه الادلة العقلية واما النقلية فسيأتي البحث فيها.
قوله تعالى : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ).
آية من الآيات الكونية التي يحسها كل أحد ومعنى اختلافهما تعاقبهما ومجيء كل واحد منهما عقيب الآخر على حد قوله تعالى : «يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ» فاطر ـ ١٣ واختلاف الليل والنهار يأتي وفق نظام دقيق له آثار كبيرة وخواص عجيبة محسوسة ظاهرة في النباتات والحيوانات وفي الإنسان. والأعجب من الجميع ان هذا النظام المتسق الموزون في العالم الكياني وترتيب الفصول يبتني على ذلك الاختلاف ، فان ذلك يدل على عظمة الصنع الدالة على عظمة الصانع وعلمه وحكمته التامة.
وهذه الآيات الكونية ذات وقع على الحس الانساني لا يمكن لأحد التنصل منها وانما يستفيد كل فرد من افراد الإنسان بمقدار فهمه وجودة فكره.
قوله تعالى : (لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ).
الآيات العلامات والدلالات التي تدل على عظمة الخالق ووحدته عزوجل وكمال علمه وقدرته وحكمته التامة المتعالية.
والآيات جمع قلة لكنه يقوم مقام جمع الكثرة ولعل مجيئه لأجل ان الآيات المحسوسة قليلة في جنب ما خفي منها.