وهذه هي دعوة الأنبياء والرسل.
والآية الشريفة تضمنت المبدأ والمعاد فان قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يدعو الى المبدأ المتصف بجميع صفات الكمال من العلم والقدرة والحياة والحكمة والربوبية ، واما قوله تعالى (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فانه يدل على المعاد لما في هذه الآية من الدلالة على القدرة الإلهية وان اختلاف الليل والنهار لا يخلو من المشابهة للموت والحياة فالليل فيه الإشارة الى الخمود والسكون والنهار اشارة الى الحركة والظهور والنشور ، والموت خمود وسكون والحياة ظهور وحركة. كما ان اختلاف الليل والنهار سنة الهية طبيعية والموت والحياة سنة إلهية كذلك.
ومن ذلك يعرف السر في تقديم الليل على النهار فان الموت اسبق على الحياة فإنها الإيجاد من العدم.
الثاني : يستفاد من ذكر اختلاف الليل والنهار بعد خلق السموات والأرض ان اختلاف الليل والنهار من شؤون خلق السموات والأرض وتابع له.
الثالث : يستفاد من قوله تعالى : (لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) المنزلة العظيمة لأولي الألباب فهم الذين ينظرون في الآيات ويتعمقون فيها ويدركون تلك الآيات الكونية ويستفيدون منها ويعتبرون بها واما سائر الناس فلا حظ لهم منها إلا المناظر البديعة وما فيها من الحسن والروعة والبهجة دون التعمق والاعتبار.
الرابع : يدل قوله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) ان ذكر الله تعالى له الأثر الكبير في استفادة ذوي الألباب من آيات الله تعالى وله المنزلة العظيمة في الاهتداء به الى