فلا يعقل التأخير بالنسبة اليه عزوجل لإحاطته بجميع جزئيات اعمال عباده فيوفيهم أجورهم بلا امهال وتأخير.
بحث دلالي
تدل الآيات الشريفة على امور :
الاول : يدل قوله تعالى : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) على ان ما عند الكافرين من الحظوظ الدنيوية مهما بلغت في العظمة في الكم والكيف لا تقابل ما للمؤمنين من الجزاء العظيم الذي أعد الله تعالى لهم في يوم الجزاء مضافا إلى مصير الكافرين السيء الذي هو نتيجة أعمالهم وجهدهم في الدنيا وما كسبته أيديهم وان كان لتقلبهم دخل في نظم البلاد ولكنه حقير ضئيل خصوصا إذا لوحظ بالنسبة إلى النظام الأحسن لو كان الأنبياء والمؤمنون هم الذين يتصدون لنظم الدنيا قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف ـ ٩٦.
الثاني : يدل قوله تعالى : (مَتاعٌ قَلِيلٌ) على دناءة المتاع الذي يتمتعون به وقلته من جميع الجهات فهو قليل في المدة ، وقليل بالقياس إلى مؤونة السعي والجهد الذي يبذلونه في سبيله ، وقليل بالنسبة إلى ما أعد الله تعالى للمؤمنين من الأجر العظيم والثواب الجزيل ، كما دلت عليه الآية السابقة.
الثالث : يدل قوله تعالى : (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ