معنى التوكل :
التوكل مشتق من الوكالة يقال وكل فلان الأمر إلى غيره اي فوضه اليه واكتفى به لاعتماده عليه انه ينجزه ووثق به ويسمى المفوض اليه متكلا ومتوكلا عليه ، واما الوكيل فانه فعيل يأتي بمعنى المفعول ـ وهو الذي يوكل الأمر اليه أو موكول اليه الأمر. ويأتي بمعنى الفاعل فيكون بمعنى الحافظ والناصر والرقيب والمطلع لأنه الذي يرعى الأمور ويحفظها ويتعهدها وينصر من يركن اليه ومنه قوله تعالى : (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران ـ ١٧٣ لأنه هو الذي يتعهد الأمور التي وكلت اليه من عباده وناصره وحافظه والاسم التكلان (بضم التاء).
وإذا رجعنا إلى اللغة نرى ان التوكل تارة يطلق ويراد منه التولي للغير ، يقال توكلت لفلان إذا صرت وكيلا عنه وتوليت له ، ومنه الوكالة (بفتح الواو) أو (بالكسر على لغة) وهي الوكالة المعروفة في الفقه.
ويطلق اخرى ويراد به الاعتماد على الغير والوثوق به. والتوكل على الله تعالى هو تفويض الأمر اليه عزوجل والاكتفاء به ويشبه التوكل التفويض من هذه الجهة فهما يشتركان في تسليم الأمر اليه عزوجل قال تعالى حكاية عن شعيب : (فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) غافر ـ ٤٤ أي اسلم الأمور اليه عزوجل فهو الذي يكفيكها ، وفي الحديث ان النبي (صلىاللهعليهوآله) كان يدعو فيقول : «اللهم اني أسلمت نفسي وفوضت امري إليك».