التكوينية في الاجتماع فلا اجتماع إلا بالمرابطة ، ولا مرابطة إلا فيه فهما متلازمان حدوثا وبقاءا وارتفاعا ، وقد تقدم ان الإسلام يهتم بالمجتمع ، كما يهتم بالفرد ويعتبر أحدهما مكملا للآخر ، ويدل على ذلك القرآن الكريم والسنة المقدسة ، وشواهد من الادلة العقلية قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران ـ ١٠٣ ، وقال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) الحجرات ـ ١٠ إلى غير ذلك من الآيات التي تأمر ببناء المجتمع الاسلامي على الاتحاد والتعاون والتكافل وتأمر بالاهتمام بإتيان الاحكام الإلهية ومراعاة الشريعة فان في ذلك الصلاح والفلاح ، قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف ـ ٩٦ وهو يدل على ان سعادة العيش انما تكون بالاجتماع دون الانفراد.
ما فيه المرابطة :
المرابطة انما تكون في ما فيه الخير والصلاح للأمة والإفراد وما يجلب السعادة لهما فتشمل المرابطة جميع جوانب الحياة وما يتعلق بالدنيا والآخرة ، فتكون المرابطة في ما يتعلق بالفرد مع خالقه فتشمل العبادات كالصلاة والصيام وغيرهما كما تشمل المعاملات بين الإفراد والعلاقات الفردية واحكام الزواج وغير ذلك فان جميع ذلك انما أنزلها الله تعالى