مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) ابراهيم ـ ٣٤.
التاسع : تدل الآية الشريفة على ان تقوى الأرحام من تقوى الله تعالى فيجب مراعاة حقوقها وان جميع البشر من أبوين وان بعضهم من بعض فهم كأسرة واحدة لا عنصرية ولا عصبية بينهم لأنهم من نسل واحد ويرجعون إلى أب واحد وهذا هو منهج الإسلام والفطرة السليمة.
بحث علمي
اتفقت الأديان السماوية ومحققوا الفلاسفة من المسلمين وغيرهم على ان الإنسان بجوهره وصورته الفعلية خلقه الله تعالى وانه من صنع الفاعل العليم المختار ـ وهو من اشرف الخليقة ـ وليس وليد التطور والنشوء وقد انتشر النسل البشري على هذه الكرة الارضية من آدم وحواء وهو الذي اتفقت عليه كلمة الأنبياء وشرحه القرآن شرحا وافيا.
وليس وجوده وتكوّنه من مجرد الصدفة والاتفاق من دون فاعل ارادي مختار لما أثبتوه في الفلسفة ببراهين كثيرة من بطلان الصدفة والاتفاق وتدل على البطلان الفطرة العقلية مع قطع النظر عن الكتب السماوية ومقتضيات نفس الطبيعة.
واما انه وليد التطور والنشوء ـ فلا يكون منتسبا إلى الخلق بل ان صورته الفعلية حصلت من إبراد الأنواع في الخارج بالتحول كاقتضاء التكوين من بعض الحشرات السماوية ثم الارضية عند اقتضاء اسبابها ـ كما نسب إلى بعض علماء الغرب بابتنائه على قانون الوراثة التي هي الأساس لهذه النظرية ـ وان كان قانون التنازع وبقاء الأصلح لهما المساس فيها الا ان الأصل والأساس هو قانون الوراثة ـ وهي : ان