قوله تعالى : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً).
إي ان وهبن لكم شيئا من صداقهن وطابت نفوسهن إلى الهبة لكم ـ غير كارهات ولا لشكاسة أخلاقكم أو لسوء معاشرتكم ـ حل لكم اخذه واكله.
والضمير في (منه) يرجع إلى الصداق والأمر للاباحة المشروطة بطيب النفس.
والهنيء والمريء صفتان الاولى النعمة بلا نكد ولا تعب ، والثانية السائغة بلا غصة. وفي حديث الاستسقاء «اللهم اسقنا غيثا مريثا».
قوله تعالى : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً).
بيان للأصل السادس من الأصول الفطرية العقلائية المطابقة للوجدان وهو التحفظ على المال عن الفساد والانهيار إذ لولاه لاختل النظام وقد علل هذا الأصل في الآية الشريفة بأمتن تعليل وشهد به العقل وهو ان المال قيام لمعاش الناس ، ومع وقوع الاختلال فيه يختل المعاش ومع اختلال المعاش يختل المعاد أيضا لقولهم (عليهمالسلام) : «من لا معاش له لا معاد له».
والخطاب (النهي) متوجه إلى الناس بأجمعهم وليا كان أو غيره كان المال للسفيه أو لغيره مخلوطا كان المال الذي هو مال السفيه مع غيره أو خالصا ، ففي جميع ذلك لا يجوز دفع المال إلى السفيه فهذه الآية المباركة تشمل الآيات الشريفة المتقدمة شمول الكلي لأفراده.
والسفهاء : جمع سفيه ، والسفه الخفة في العقل على نحو لا يضع