والفطرة السليمة تأبى من تبدل الخبيث بالطيب إلا إذا عميت عين البصيرة وعطبت الفطرة المستقيمة بالحجب الغليظة وحينئذ تختار النفس الامارة بالسوء الخبيث على الطيب.
فالآية المباركة تجري في جميع الأقوال والأفعال والحركات بل المعتقدات فان جميعها تتصف بهما وتطبيقهما على المال من باب الكلي على الفرد.
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (٧) وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٨) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (١٠))
الآيات الشريفة تشتمل على أهم حكم من الاحكام الاجتماعية التي تبتني على شريعة الحق وهو حكم الإرث ونظرا لأهميته فقد ذكر سبحانه وتعالى من المقدمات تمهيدا وتثبيتا له بعد ما سادت تقاليد وعادات جاهلية.
وقد بين عزوجل ان الجميع رجالا ونساء لهم النصيب من الإرث