وقيل : انها خوف في محل الأمل.
والمستفاد من موارد استعمال هذه الكلمة انها تأثر قلبي لما يخاف نزوله ويرجى منه الأمل.
والضعاف جمع ضعيف وهو يشمل الصغير وغيره ممّن لا يتمكن دفع الضرر عن نفسه كالمعتوهين والنساء الضعيفات ووصف سبحانه الذرية بالضعاف ترغيبا للترحم عليهم. كما ان التصريح بكونهم من خلفهم مبالغة في تهويل الحالة.
والجملة تبين غاية الرحمة والرأفة على الذرية الضعاف الذين لا وليّ لهم يذود عنهم الذل والهوان ولا كافل يتكفل أمرهم ويرعى شؤونهم والآية في مقام التمثيل.
وانها تستلفت الناس إلى الفرض والتقدير لو حلّ ذلك في أيتامهم وما يجرى عليهم من بعد ارتحال آبائهم وفقدان من يكفلهم فإنهم يتألمون ويقدرون له جميع ما يمكن أن يتصور من الحلول ، فالآية المباركة جارية مجرى قوله (صلىاللهعليهوآله) : «كما تدين تدان» فهي من الأمور الوضعية السارية في كل خلف عن سلف. وهذا الأسلوب من الاساليب المثيرة للاحساس والعواطف ويظهر واقع الحال في مظهر المثال الخارجي الذي له الأثر الكبير على الإنسان.
والآية الشريفة تبين واقع الحال سواء كانوا ذرية أم لا. وتبعث الرحمة والرأفة في النفوس ، وتثير الشفقة والرحمة الكامنة في الإنسان لرعاية شؤون اليتامى والاعتناء بشأنهم وترك ظلمهم واضطهادهم لان كل من يخاف ان يترك الذرية الضعفاء من خلفه لا يريد ذلك بالنسبة الى ذريته فلا بد من تركه من جميع الناس كما تقدم.
ومما زاد في عظمة ذلك وشدة تأثيرها على النفس ان الله تعالى