خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً) من الأساليب الفصيحة التي تؤثر في النفوس وتستفزها نحو المطلوب وتصور الفرض والتقدير في لباس الواقع المحسوس لتعميم التعليم وزيادة تأثيره فمن يستمع هذا الخطاب يتصور المضمون ويفرض لنفسه ذرية ضعافا قد أحاط بهم جميع اسباب الذل والهوان ويجعلهم نصب عينيه وهو من الاساليب التعليمية المثيرة.
والسديد في قوله تعالى : (قَوْلاً سَدِيداً) هو العدل والصواب كما عرفت ، والسداد بالفتح هو الاستقامة والصواب ، وبالكسر هو البلغة وما يسد به الحاجة ، ولكن قال ابن السكيت في إصلاح المنطق انه لا فرق بين الفتح والكسر وانهما بمعنى واحد يقال : سداد من عوز وسداد. وكذا حكاه غيره.
بحث دلالي
تدل الآيات الشريفة على امور:
الاول : يدل قوله تعالى : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) على ان الأصل في التوارث هو الولادة أو القرابة وبذلك يرد القرآن الكريم على العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي فإنهم كانوا يحرمون بعض الورثة ويمنعون حقوقهم عنهم من دون سبب معين سوى العصبية وبعض العواطف الظالمة ، والقرآن في تأسيس هذا الأصل القويم يبين الشريعة الحقة في أهم حكم من الاحكام الاجتماعية الذي طالما كان مورد النزاع والاختلاف في جميع المجتمعات.
وأسس الإسلام قاعدة معروفة هي المرجع في الإرث وهي : قاعدة الاقربية التي تقوم على العلقة النسبية والاقربية في الرحم ، وأكد