فقد باء بسخط من الله تعالى كما بين عزوجل ان من يتبع رضوان الله تعالى في درجة ومن باء بسخط من الله في درجة اخرى.
ثم ذكر سبحانه انه من على المؤمنين بموهبة عظيمة وهو النبي العظيم الذي اتصف بمكارم الأخلاق بل انه المنة الكبرى والنعمة العظمى وقد جعله أمينا على وحيه ومبلغا لأحكامه لينقلهم من الضلال الذي كانوا فيه إلى الهداية ويطّهرهم من دنس الشرك والمعصية ويخرجهم من الجهالة الى المعرفة ويعلمهم الكتاب والحكمة ومثل هذا النبي العظيم الأمين كيف يمكن ان يتصف بالخيانة!! والآيات الشريفة مرتبطة بما قبلها من الآيات كما هو معلوم.
التفسير
قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ).
مادة غلل تدل على الخروج عن الحد المقرر أو الدخول في شيء من غير حل سواء كان في المال أو العقيدة أو غيرهما ، وفي حديث صلح الحديبية : «لا إغلال ولا إسلال». والأغلال : السرقة الخفية ، والإسلال سل البعير في جوف الليل. وفي حديث أبى ذر : «غللتم والله» اي : خنتم في القول والعمل ولم تصدقوا. والتجاوز إذا كان في الفيء والمغنم تكون خيانة.
وقيل : ان غل يختص بالأخذ خفية وان كان في ما يضمره الناس في صدورهم يقال رجل غلّ صدره إذا كان ذا غش أو حقد أو ضغن ويقال رجل غل (مجهولا) اشتد عطشه أو كان في جوفه حرارة. وتغلل في الشيء دخل فيه واختفى في باطنه. والغلول والغل