تلو الدين فوافقت الآية الكريمة ما ورد في السنة الشريفة والإجماع.
والدين يشمل كل ما هو واجب مالي لازم الوفاء سواء كان دينا خالقيا ـ كالزكاة والخمس والحج ـ أو خلقيا كالقرض وغيره.
قوله تعالى : (آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً).
بيان لحقيقة من الحقائق الواقعية وخطاب عام يبين خطأ الأوهام والتقاليد التي كانت متبعة عند الأمم في عصر نزول القرآن الكريم ودفعا لما قد يقال في هذا الموضوع المهم الذي هو في معرض التشاجر والتنازع والجواب عن السبب في اختلاف السهام ببيان ان الإنسان مهما بلغ في الذكاء والفطنة لا يعلم من هو الأقرب اليه نفعا في الدين والدنيا والآخرة فانه يقع تحت تأثير العواطف والنزعات النفسية والتقاليد والعادات الاجتماعية فكم من شخص يحرص الإنسان توريثه وتوفير سهمه ولكن لو انكشف الأمر له لمنعه عن ذلك ، والإسلام ينظر في ذلك نظرة واقعية ويسنّ قانونا الهيا لا يقبل التغيير وهو بعيد عن الأوهام الباطلة والعواطف الانسانية والنزعات الشخصية. ويقسم السهام على افراد الورثة حسب ما ينظره من المصلحة العامة وما يقتضيه تكوين الإنسان وفطرته كسائر الاحكام الاسلامية التي تبتني على الفطرة والمصلحة العامة. ويدل عليه تقديم الآباء على الأبناء في الآية الشريفة وهما يشيران الى الأصول والفروع في باب التوارث ، فتشمل الأب والام والجد والجدة والأبناء الذكور والإناث ، والاخوة والأخوات
ويستفاد من تقديم الآباء على الأبناء ان الآباء اقرب نفعا من الأبناء.
والمراد من النفع : الأعم من النفع الدنيوي المادي أو النفع