والآية الكريمة تدل على تجسم الأعمال في يوم الجزاء ، والمراد بإتيان الله تعالى بما غل هو الحضور لديه عزوجل وظهوره للناس وإيجاد تلك الحالة في ذلك العالم بما يناسبه.
قوله تعالى : (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ).
اي : إذا احضر الغال للجزاء والحساب فيوفى وينال جزاء ما كسب غلا كان أو غيره كما توفى كل نفس وفاء تاما بما كسبت ان خيرا فخير وان شرا فكذلك.
والآية الشريفة تدل على ان الغال كما ينال جزاء فعله ينال المغلول منه حقه فان ذلك هو الوفاء التام الذي يعطى لكل نفس يوم الجزاء.
وفي ذكر «ثم» لبيان التفاوت بين يوم عرض الأعمال ويوم الجزاء.
قوله تعالى : (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
بيان لتمامية الوفاء من كل جهة اي : والحال انهم المحسنون والمسيئون لا يظلمون في جزائهم فلا يظلم المسيء بأن يجازي بغير ما كسب كما لا يظلم المحسن بنقصان جزائه ولا يعاقب العاصي بأكثر ولا ينقص ثواب المحسن.
قوله تعالى : (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ).
هذه الآية الشريفة من جلائل الآيات القرآنية الراجعة إلى تهذيب الإنسان وتربيته ـ علمية وعملية ـ وهي تبين اختلاف الناس في الهداية والضلال والدخول في رضوان الله تعالى واختيار سخطه على رضوانه تبعا لاختلاف الطينات والاستعدادات فان هذا الاختلاف مما لا يسع لاحد إنكاره إلا ان ذلك هل هو امر ذاتي غير قابل للتغيير والتبديل ، أو هو اقتضائي