ليس في مقام ادخار المال بل أموالهم تصرف في ذوي الحاجات وإلا فإنهما كسائر الناس يرثون ، فان وارث النبي يرث منه من جهتين الجهة المالية والجهة الروحانية ولا يمكن التفكيك بينهما.
ثم إن اهتمام القرآن في تشريع اصول سهام الإرث بهذا التقسيم البليغ انما هو لأجل ان الموضوع كان مورد التشاجر والتخاصم في المجتمع فشرع السهام على وجه معقول وأكد الالتزام بها بقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) وقوله تعالى : (آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً) فهذه كلها لدفع التشاجر والتخاصم والافتعالات الخاطئة وان ما سوى ما شرعه الله تعالى يكون (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) النور ـ ٣٩.
بحث اجتماعي
الإرث : من الأمور الاجتماعية التي لازمت المجتمع الانساني من أول حدوثه وقد مرت اطوار كثيرة على هذا الأمر المهم حتى وصل إلى الحالة التي نراها في الإسلام الذي يعتبر بحق احسن ما شرع فيه لأنه يبتني على حكمة متعالية ومصلحة عامة ونحن نذكر في هذا البحث ما يتعلق به :