الإرث في الإسلام :
بعد ما عرفت حال هذه السنة الاجتماعية قبل الإسلام وعصر نزول القرآن وقد اتفقوا على منع النساء والضعفاء ومن لا حول له ولا قوة من الإرث والجميع أسسوا هذه القواعد والاحكام على أساس العصبية والعواطف التي لا تهدى إلى السعادة والحقيقة.
اما الإسلام فقد سن حكمه على الفطرة والحكمة والتعقل وشرع قانون الإرث على أساس محكم متين وهو النسب والسبب والولاء ، واعتبر ان القرابة تقوم على أساس الرحم الذي هو أم تكويني والغي كثيرا من الأمور التي كانت متبعة عند المجتمعات قبل الإسلام منها التبنّي والادعاء والقوة والنفوذ والشجاعة والرشد ونحو ذلك من الأوهام الخاطئة التي بها حرم كثير من الورثة ، بل يمكن ان نقول ان الإرث مطلقا كان يبتني على ارادة رب البيت وما تمليه العادات والتقاليد دون الحكمة والتعقل. وقد عرفت ان الإسلام يبني الإرث على اصلين جوهريين هما اصل القرابة والرحم الذي هو الرابط بين الفرد وأقربائه وفي هذا الأصل لا يختلف الذكور والإناث والكبار والصغار بل حتى الجنين في بطن امه فإنهم جميعا يشتركون في الرحم والقرابة لكن الإفراد تختلف في القرب والبعد ولذلك سنّ قانون الاقربية وان الأقرب يمنع الأبعد وعلى ذلك بنيت طبقات الإرث المتتالية وهي ثلاث طبقة الآباء والأبناء ، وطبقة الأجداد والاخوة ، وطبقة الأعمام والأخوال على ما هو المعروف ولا ترث الطبقة اللاحقة عند وجود فرد من الطبقة السابقة وفي كل طبقة تجري قانون أن الأقرب يمنع الا بعد. وكان أساس