وفي المجمع : «وحكم هذه الآية منسوخة عند جمهور المفسرين وهو المروي عن ابي جعفر وابي عبد الله (عليهماالسلام).
أقول : ليس المراد بالنسخ هنا النسخ المعروف بين الفقهاء الذي يبحث عنه في علم الأصول وعلم الكلام وهو : «رفع حكم شرعي ثابت بحكم شرعي آخر» بل المراد بالنسخ هنا ابطال الحكم الجاهلي بتشريع الهي جديد ولعل المراد من قول بعض المفسرين بالنسخ هذا المعنى فلا نزاع ويدل على ما ذكرناه ما تقدم من الحديث.
بحث عرفاني
ذكرنا في احد مباحثنا السابقة ان للقرآن الكريم بطونا ترتقي الى سبعة بطون كما في بعض الروايات او الى سبعين بطنا كما في بعضها الآخر ، ولا بد أن يكون كذلك لأنه كلام من لا تناهي لعلمه وحكمته وتدبيره ، وقد حكي عن بعض الفلاسفة الأقدمين انه كان يلقي على أصحابه كلمات الحكمة وهم يستفيدون من كل واحدة منها وجوها من الحكمة كلها صدق وصواب.
وما يرتبط بالآيات التي تقدم تفسيرها انه ورد في بعض الروايات تفسير الفاحشة بحب الدنيا ، كما ورد تفسير السفه في قوله تعالى : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) بحب الدنيا أيضا ، والجميع حق وصواب لقول سيد الأنبياء (صلىاللهعليهوآله) : «حب الدنيا رأس كل خطيئة» وقول سيد الأولياء والعرفاء علي (عليهالسلام) : «أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك» فإذا اجتمعا معا كانا من أفحش