لأنهم تمادوا في الكفر فماتوا وهم كافرون فلم تصدر عنهم السيئات بجهالة بل عن عناد ولجاج فإذا مات الإنسان على هذه الحالة لا تنفعه التوبة ولا نجاة له بعد الموت وقد أكد القرآن الكريم ذلك في مواضع متعددة قال تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) البقرة ـ ١٦٢.
قوله تعالى : (أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
اي : أولئك الفريقان قد اعتدنا لهم وهيّأنا لهم عذابا أليما مؤلما جزاء لاعمالهم السيئة التي قدموها في دار الأعمال. وقد ذكرهم باسم الإشارة للدلالة على بعدهم عن ساحة القرب والعناية الربانية.
بحوث المقام
بحث دلالي :
يستفاد من الآيات الشريفة امور :
الاول : يستفاد من الحصر الوارد في قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) ان التوبة من الأمور المختصة به عزوجل ومن مظاهر ربوبيته العظمى ومن مصاديق رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء ، وهو رد على كل من يدعي ان هذا الأمر يمكن ان يتصديه بعض