ربه لتصوره لما صدر منه من المعصية موجبا لترجيح هذا المقام بنفسه عند الله تبارك وتعالى نعم من عصمه الله من الزلل كالأنبياء والائمة الهداة (عليهمالسلام) والأولياء لهم مقام خاص وهبه الله تعالى لهم.
وفي حديث آخر «لو لا انكم تذنبون الله ثم تستغفرونه لذهب بكم ثم يأتي بأقوام يذنبونه ثم يستغفرونه» وهذا هو المطابق لما هو المتسالم بين اذواق المتألهين من ان كل اسم من اسماء الله المقدسة لا بد له من مظهر خارجي ومن أسمائه جلت عظمته التواب والغفور ولا مظهر لذلك الا بعد الذنب والتوبة.
مع ان حالة الندامة والاستحياء من الله تعالى من حالات العبد وأحسنها ولا يتحقق تلك الحالة الا بذلك.
السادس : يدل قوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ) على وعد منه عزوجل للمذنبين بقبول توبتهم وهو لا يخلف الميعاد. كما انه يدل على ان التوبة الصحيحة الجامعة للشرائط تمحو الذنوب وتزيلها.
السابع : يمكن ان يكون المراد من قوله تعالى : (حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) موت الأمزجة والقوى فمن كانت معاصيه من سنخ اعمال الشهوة الجنسية ووصل إلى سن الأربعين مثلا وترك تلك المعاصي لأجل عوارض عرضت عليه فلا توبة له حينئذ وكذلك سائر القوى لأنه لا توبة بعد انتفاء القدرة على ارتكاب المعاصي ، وهذا الاحتمال وان كان مخالفا لما استفدناه من الآيات المباركة ، ولكنه احتمال حسن يوجب المسارعة إلى التوبة والاستعداد لها في حال القدرة.
الثامن : اطلاق الآية الشريفة : (فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ) يشمل التوبة من الشرك وجميع المعاصي ويشمل ايضا المؤمن والكافر إذا تاب عن كفره فيكون إسلامه توبة لما صدر عنه في حال كفره لقوله (صلى