التي قررها القرآن الكريم في مواضع متعددة منها قوله تعالى : (فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) البقرة ـ ٢٣٤ فان المنع والتضييق عليهن باي وجه كان هو خلاف قاعدة السلطنة المقررة عقلا وشرعا.
قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ).
استثناء عن ما تقدم. والفاحشة هي الفعل القبيح قد شاع استعمالها في الزنا والمبينة من البين وهو الواضح اي الفاحشة المعلومة الواضحة.
والمعنى : ولا تمنعوا النساء من النكاح وتضيقوا عليهن ليضطررن إلى بذل شيء من المال إما الصداق أو غيره مما دفعتموه إليهن لرفع الاضطرار إلا ان تأتي المرأة بفاحشة معلومة واضحة فله ان يعضلها حتى تدفع مالا له ليفارقها.
ونظير هذه الآية ما ورد في سورة البقرة قال تعالى : (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) البقرة ـ ٢٢٩ و (إِلَّا) في المقام يفسر عدم اقامة حدود الله تعالى بإتيان الفاحشة هذا كله لو لم يكن رضاء منها في البذل.
واما لو كان عن تراض منهما فلا اشكال في جوازه إذا لم تكن عن مفسدة شرعية. ومن تقييد الفاحشة بالمبينة يستفاد ان مجرد صرف الوجود غير كاف ما لم تكن مبينة وواضحة.
قوله تعالى : (وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
بيان لأصل من اصول الحياة وهو الأساس للحياة السعيدة فان الله تعالى نهى عن ارث النساء كرها وعضلهن ، ووضع حدا للظلم عليهن وبين في هذه الآية المباركة ان الطريق الصحيح هو المعاشرة مع النساء