علاقة الزوجية والطلاق ولا يحل له ذلك.
قوله تعالى : (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
إنكار على أخذهم لذلك الشيء ، والبهتان مصدر نصب على الحالية وهو ما يجعل الإنسان متحيرا ، وغلّب استعماله في الافتراء الذي يبهت المكذوب عليه ويجعله متحيرا والإثم : الذنب وهو حال ايضا والمبين الموضح ، فيكون البهتان بمعنى الدعوى بغير حق ولا ريب ان أخذ شيء من صداق المرأة بعد كثرة علاقتها به بدون رضاها بهتان واثم مبين واضح لا ريب فيه. نعم لو رضيت به لا اشكال فيه حينئذ كما في الخلع وغيره.
وقيل : البهتان في المقام نسبة المرأة إلى الفاحشة ليستلب أموالها وصداقها اي : أتأخذون شيئا مما دفعتموه إليهن صداقا ولو كان السبب رميهن بالفاحشة باهتين لها أو ناسبين الكذب إليها كعدم اقامة حدود الله تعالى لتلتجأ إلى الافتداء.
وهذا وان كان حسنا ثبوتا لكنه خلاف المنساق من الآية الشريفة. وبناء على ما ذكرناه يكون (إِثْماً مُبِيناً) عطفا تفسيريا للبهتان كما هو واضح.
قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ).
تعليل لمنع الأخذ من مال المرأة وانكار آخر له وإرجاع إلى الفطرة مبالغة في التنفير وهو من احسن الاساليب البلاغية فان الصداق انما يكون بإزاء الزوجية والخلوة بها قضاء لما تدعو اليه الشهوة والفطرة وهذا يؤكد ما ذكرناه من رجوع البهتان إلى نفس الأخذ وفيه كمال الذم والتوبيخ للآخذ.