قوله تعالى : (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
جملة حالية تبين حالتهم السابقة التي كانوا عليها قبل البعثة وقد وصفها الله تعالى بالجاهلية في مواضع متعددة من القرآن الكريم ، ويتضمن هذا اللفظ على جهات الفساد في العقيدة والعمل.
والمراد من قوله تعالى : (مِنْ قَبْلُ) القبلية الرتبية اي قبل العمل بالشريعة فيشمل ما بعد البعثة وقبلها.
بحث دلالي
يستفاد من الآيات الشريفة امور:
الاول : يستفاد من سياق قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ) تنزيه ساحة الأنبياء وطهارتهم عن السوء والفحشاء وعصمتهم عن كل معصية ورذيلة فيصح ان تجعل هذه الآية الكريمة من جملة الادلة الدالة على عصمة الأنبياء ولو عن معصية الخيانة فتتم في غيرها بالقول بعدم الفصل ، وكذا نقول في القائمين مقامهم.
الثاني : يدل قوله تعالى : (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) على تجسم الأعمال وظهور الملكات بما يناسبها من الصور والحقائق في يوم القيامة والظالم المذنب يتحمل تبعات تلك المعاصي فيحاسب عليها ويوفي جزاؤه.
الثالث : يرشد قوله تعالى : (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) على ان نسبة الخيانة إلى النبي (صلىاللهعليهوآله) ظلم ولا بد من التنزه عنها كما تنزه عزوجل عنه فلا يظلم عباده يوم الجزاء مطلقا.