الرابع : يدل قوله تعالى : (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ) على ان النبي (صلىاللهعليهوآله) لا يمكن رميه بالخيانة ، والخائن باء بسخط من الله تعالى.
وفي الآية المباركة الموعظة للمؤمنين وإرشادهم الى اتباع رضوان الله تعالى والتعريض لهم بأن هذه الأقوال والأعمال من التعرض بسخط الله ولا بد من الابتعاد عنه.
الخامس : يستفاد من قوله تعالى : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) ان لمن اتبع رضوان الله تعالى منازل كريمة واجرا عظيما ، وقد عبر عزوجل في موضع آخر : (لَهُمْ دَرَجاتٌ) الأنفال ـ ٤ ولعل الاختلاف في التعبير باعتبار الاضافة الى الله تعالى التي هي الأصل لجميع خيرات الدنيا والآخرة فقال (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) ومن حيث الاضافة الى نفس العاملين الموفين فقال : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) والجميع صحيح لا اشكال فيه ، مع انه يصح ان يقال ان اللام في قوله تعالى : (لَهُمْ دَرَجاتٌ) للاختصاص الذاتي كما يقال : للجنة أشجار وأوراد ورياحين.
السادس : يستفاد من قوله تعالى : (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) أهم اصل من أصول التعليم والتربية في الإسلام وهذه الآية المباركة مع إيجازها تتضمن أعظم المقومات في السير والسلوك في الأخلاق وهي تدل على ان المتبع لها يتصف بفضيلة الصلاح وهي توجب الفوز بالسعادة الفردية والاجتماعية لمن عمل بها ، كما انها تبين الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم والخيال ، فان كل من لم يتبع رضوان الله تعالى انما هو قشر بدون لب وجسد بلا روح ، وان كان الظاهر مليحا ولكنه سراب زائل وضال ولم يبين سبحانه سبل رضوان