وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٦٨))
الآيات الشريفة تبين جانبا من الجوانب المتعدّدة في غزوة احد فقد كشفت عن شبهات المنافقين وكيدهم في إضلال المؤمنين عن القتال وتعرضت للرد عليهم وبينت الحقيقة فيهم وانهم على الكفر والضلال.
والآيات المباركة تكشف عن الموازنة بين ما أصابهم من خسارة وهزيمة حصلت من عند أنفسهم وبين تلك النعمة العظمى والمنة الكبرى بما تحقق لهم من اتباع الرسول العظيم الذي هو من أنفسهم.
التفسير
قوله تعالى : (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها).
بيان لحقيقة واقعية وهي ان ما يصيب الإنسان من المصائب إنما يكون بسبب المعاصي التي تقع منه جريا على قانون الأسباب والمسببات وقد تقدم في الآيات السابقة بيان الكبرى فراجع قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) آل عمران ـ ١٤٠.
والاستفهام للتقريع فيكون السؤال الاستنكارى في موضعه. والواو عاطفة وقد تقدمت عليها همزة الاستفهام لان لها الصدارة في الكلام و «ما» ظرف بمعنى حين و (قَدْ أَصَبْتُمْ) صفة لمصيبة وقيل في محل نصب على انه حال.
والمصيبة هي التي اصابتهم يوم أحد إثر عصيان الرسول (صلىاللهعليهوآله)