اختيارهم الفداء من اسرى يوم بدر ، وشرطهم على أنفسهم لله ما شرطوا فأصابهم هذه المصيبة باذن الله تعالى.
وفيه : ان ظاهر هذه الآية المباركة يبين القدرة الكاملة والارادة التامة الازلية التي قضى بها عزوجل على اجراء سنة الأسباب في هذا العالم ويمكن ان يكون لما أصابهم اسباب كثيرة قد بين جملة منها في الآيات السابقة ويدل على ما ذكرناه ذيل الآية الشريفة.
قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ).
غاية اخرى من الغايات المترتبة على ما أصابهم من المصائب وهي وقوع المعلوم في الخارج ليطابق علمه الازلي اي : أصابتكم المصيبة ليعلم حال المؤمنين في قوة ايمانهم وضعفه. وليعلم الذين صبروا وثبتوا مع رسول الله (صلىاللهعليهوآله) في ميدان القتال والذين آثروا الفرار وخذلوا الرسول الكريم ، فهذه الآية الشريفة لبيان وجه الحكمة والغاية والآية الاولى لبيان السبب.
وكيف كان فهذه الآيات الشريفة تبين جانبا من الجوانب المتعددة في غزوة احد التي اشتملت على وجوه من الحكمة وتضمنت غايات متعددة قلما اجتمعت في غزوة اخرى.
وانما ذكر عزوجل المؤمنين ابتداء تشريفا لهم عن الانتظام والدخول في الطائفة الاخرى فان الفريقين مختلفان من جميع الجهات ، ويمكن ان يكون ذكر اسم الفاعل الدال على الثبوت والاستمرار للاشارة الى ما ذكرناه.
قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا).
تمهيد لذكر احوال المنافقين الذين ظهروا في غزوة احد بأقبح