فِي قُلُوبِهِمْ) الفتح ـ ١١.
قوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ).
اي : انهم غافلون عن الحقيقة فان الله تعالى اعلم بما يكتمونه من الكفر والنفاق والشر والفساد وهو يحاسبهم به ويجازيهم عليه.
قوله تعالى : (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا).
مظهر آخر من مظاهر نفاقهم وانما صدر منهم هذا القول بعد القتال ، كما ان القول السابق صدر منهم قبله كما هو واضح. والجملة بدل.
والمراد بإخوانهم : الاخوان في النسب ، وانما ذكره بالخصوص لأنهم يدعون الاخوة الظاهرية ومع ذلك يخالفونها ولم يفوا بدعواهم فإنهم قعدوا عن مساعدتهم حين ابتلائهم بالقتال وهذا أقبح تعيير في الجاهلية فضلا عن الإسلام.
قوله تعالى : (لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا).
هذا من من المثبطات التي كان المنافقون يتوسلون بها في تضعيف المؤمنين وبث روح الشك والارتياب في نفوسهم.
والمعنى : انهم قالوا لإخوانهم لو أطاعونا بالقعود عندنا وعدم الذهاب إلى ما دعاهم اليه رسول الله (صلىاللهعليهوآله) من الجهاد مع اعداء الله تعالى ما قتلوا كما لم يقع علينا القتل. وقولهم هذا يرجع إلى جحودهم للقضاء والقدر واعتقادهم بأن الموت يستند إلى اسباب معلومة إذا اتقاها الإنسان سلم عنه وان الموت مما يمكن ان يستدفع عنه ويتحرز منه وهذا مكابرة منهم وانكار للوجدان الذي يحكم بأن الموت والحياة وان كانا أمرين طبيعين لهما اسباب معلومة