معهم ، والتوكل على الله لان فيها اظهار العبودية فتكون حياتهم واتجاهاتهم حسب ما قرره سبحانه وتعالى.
وفيها وعدهم عزوجل بالنصر على الأعداء لأنه لا يعطى النصر إلا لمن يستحق ولا يكتب الهزيمة والخذلان إلا على من خالف أوامره ونواهيه تعالى وإلا فليس له الا الخذلان والردى ، وأمرهم بالتوكل عليه.
التفسير
قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ).
التفات من خطاب المؤمنين إلى خطاب الرسول الكريم (صلىاللهعليهوآله) لان الخطاب يتضمن اللوم والعتاب لما صدر عنهم في احد وقد استحقوا بسببه التوبيخ من النبي (صلىاللهعليهوآله) والتعنيف فقد فعلوا ما أوجب الهزيمة وما يمس النبي (صلىاللهعليهوآله) بالاعتراض عليه فإنهم قالوا ان النبي هو الذي أورد من قتل منهم إلى ذلك ولكن عظمة رحمة الله تعالى التي أنزلها على رسوله الكريم شملت الجميع فخاطب رسوله الكريم لأنه أرسله رحمة للعالمين كما قال عز شأنه (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) الأنبياء ـ ١٠٧.
ومما ذكرنا يظهر ان الفاء في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ) هو لترتيب مضمون الكلام على ما سبق ، والمعروف ان «ما» زائدة جاءت مؤكدة للكلام ، وادعي الإجماع عليه. ولكنه موهون لأنه ليس في القرآن الكريم حرف زائد مضافا إلى ذهاب جمع إلى الخلاف في المقام وسيأتي في البحث الادبي ما يتعلق بذلك.