قوله تعالى : (لِنْتَ لَهُمْ).
مادة (لين) تدل على ضد الخشونة والصلابة وفي حديث أوصاف المؤمنين «يتلون كتاب الله لينا» اي سهلا على ألسنتهم لكثرة تلاوتهم له.
والمعنى : مع كون المؤمنين على ما وصفناهم فبرحمة من الله تعالى عليك حيث جعلك متصفا بمكارم الأخلاق لان جانبك ورؤفت بالمؤمنين وصرت تحتملهم وتعطف عليهم وتعفو عنهم وتشاورهم في الأمر مع ما هم عليه من اختلاف الآراء والأحوال وما صدر عنهم مما أوجب اللوم والعتاب والتعنيف وعدم رضاء الله تعالى عنهم وبسبب هذه الرحمة العظيمة التي من بها عزوجل عليهم وبواسطة الفيض دخلوا تحت لوائه واهتدوا بهداه وأقيم عمود الدين وانتظمت شؤون الإسلام وانقمعت شوكة الكفر والطغيان.
قوله تعالى : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
الفظاظة : هي الخشونة والشراسة في الأخلاق. وغليظ القلب : اي قسيّ القلب والثاني سبب للأول فان غلظة القلب وقساوته سبب للفظاظة ، وقدمها لظهورها في بادئ الأمر.
وانما أكد عليهما عزوجل لأنه يتبعهما كل صفة ذميمة ، والانفضاض التفرق قال تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) الجمعة ـ ١١ وتستعمل في موارد التفرق الموجب للسقوط في الهاوية والردى.