التاسع : يستفاد من ظاهر الآية الشريفة : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) ان مضمونها لا تختص بحالة دون اخرى ولا بعالم دون آخر.
والمراد بالانقلاب المعنى العام الشامل للتحولات الدنيوية والبرزخية والاخروية ، كما ان المراد بالنعمة والفضل ايضا كذلك ، وتشمل النعم الدنيوية والمثالية والاخروية والوجه في ذلك ان الموضوع كلما اتسعت جهات كماله وفضله اتسع جميع جهات الاضافة إلى الله تعالى والمنعم إذا كان محيطا ووسيعا من جميع الجهات المفروضة فيه ، فلا يعقل وجه للتخصيص حينئذ ، وجهة التعميم تارة مأخوذة في الكلام كما إذا قيل : لا تأكل الرمان لأنه حامض فيشمل الكلام كل حامض ، واخرى مأخوذة في السياق العام من الكلام ، والثانية اولى من الاول بمراتب ، وقد اشتهر في العلوم الادبية ان الكناية ابلغ من التصريح والقرآن العظيم مشتمل على أنحاء الكنايات والاستعارات والتشبيهات البليغة وفقنا الله تعالى للتدبر فيها.
العاشر : يستفاد من قوله تعالى ، (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) ان من لم يتصف بما ذكر في الآيات السابقة قد فوت على نفسه امرا عظيما لا يمكن ان يتدارك وهو جدير بأن يتحسر على ما فاته.
الحادي عشر : يستفاد من قوله تعالى : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) ان الخوف الناشئ من الأمور الدنيوية انما يكون منشأه الشيطان الذي يريد ان يخرج الإنسان بسببه عن طاعة الله تعالى والاحجام من تنفيذ أوامره وأحكامه عزوجل والخوف الذي يكون مصدره الشيطان هو من أهم سبله التي يتوصل بها لإغواء الإنسان ولذا أمرنا عزوجل بعدم الخوف وحصره الله تعالى في نفسه ، فان الخوف منه عزوجل