لمصالح كثيرة منها استصلاحهم وتطميعا لهم في الدخول في مكارم الإسلام والتخلق بفضائل الأخلاق واستمالة لقلوبهم وتعليما لامته بعدم تركها في أمورهم. وإلا فانه (صلىاللهعليهوآله) لم يكن بحاجة إليهم ولم تفده المشاورة ـ علما أو سدادا أو صلاحا ـ كيف وهو المسدد من قبل الله تعالى وقد قال عزوجل في شأنه (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) والنجم ـ ٤ وعن الحسن بن علي (عليهماالسلام) «قد علم الله انه ما به إليهم حاجة ولكن أراد ان يستن به من بعده» وعن ابن عباس عنه (صلىاللهعليهوآله) : «اما ان الله ورسوله لغنيّان عنها ـ اي المشاورة ـ ولكن جعلها الله تعالى رحمة لأمتي فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ومن تركها لم يعدم غيا».
والآية الشريفة تدل على إمضاء سيرته عزوجل مع المؤمنين كالآية السابقة في المشاورة معهم ، والله تعالى راض عنه ، وقد استشار مع أصحابه في عدة مواطن منها غزوة بدر الكبرى حين ما نزل عند ادني ماء بدر فأشاروا عليه ان ينزل ادنى ماء من القوم. وكاستشارته في غزوة أحد عند ما كان رأيه ان يبقى في المدينة ويحارب فيها وقد اشاروا عليه الخروج عنها إلى أحد.
وكيف كان فللشورى فوائد جمة ومصالح كثيرة ، وقد وردت روايات كثيرة في مدحها ففي الحديث عنه (صلىاللهعليهوآله) «ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم» وعن علي (عليهالسلام) «لا ظهير كالمشاورة وما ندم من استشار».
قوله تعالى : (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ).
إرشاد الهي بعدم الاتكال على المشاورة. والعزم : عقد القلب