التفسير
قوله تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ).
تسلية للنبي الكريم (صلىاللهعليهوآله) ومواساة له من الحزن الذي كان يصيبه من افعال المنافقين وأقوالهم مما يوجب وهن عزيمة المؤمنين وإيقاع الشك في عقيدتهم والوقوع في الكفر. وكل ذلك مما يوجب الحزن.
والآية المباركة توجه الخطاب للنبي (صلىاللهعليهوآله) تشريفا له ولأنه واسطة الفيض ، ولأنه المسؤول عن أمته ويرعى مصالحهم وهو يكشف عن ان الشغل الشاغل للرسول العظيم هو امر الدين والمؤمنين به وهي ترفع الحزن بنفي أسبابه وترشد المؤمنين بازالة الحزن عن أنفسهم ببيان الواقع في المقام وهو انهم لن يضروا الله.
وقد أسند الحزن إلى ذواتهم باعتبار كونها مظاهر الفساد والغواية والضلال فتراهم يسارعون في الكفر ويقعون فيه سريعا من دون ترّيث ويجتهدون فيه ويمارسونه في أقوالهم وأفعالهم ونياتهم لأنهم استقروا في الكفر وتمكن في قلوبهم ولأجل ذلك كله تعدت المسارعة ب (في) ولم تتعد ب (إلى) ومثل ذلك ما ورد في حق المؤمنين قال تعالى : (وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) آل عمران ـ ١١٤ فان من شدة ايمانهم بالله تعالى وكمالهم أنهم حريصون على الخير وراغبون فيه ، وقد داوموا على ملابستهم له واستقروا فيه. ولعل تعدي المادة ب إلى في قوله تعالى (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ