ذلك في لفظ آخر ويستفاد منه علمهم بالخسران الكلي والحرمان الأبدي فيكون الضرر عليهم عظيما.
ويصح ان يكون المراد بالكفر في المقام جميع مراتبه من الاعتقادي والقولي والعملي ، ويشهد لهذا التعميم بعض الآيات الشريفة قال تعالى : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ) البقرة ـ ٩٩ وقال تعالى : (وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) الممتحنة ـ ١ كما ان الايمان كذلك.
قوله تعالى : (لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً).
اي : ان الكافرين جميعا لن يضروا الله شيئا وهذه العلة عامة يمكن تعليل الخاص وهم المسارعون في الكفر بها أيضا.
والآية المباركة تبين قضية عقلية حقيقية هي عين الواقع لان من كان جامعا للصفات الكمالية والجلالية بالذات ومسلوبا عنه جميع النواقص الواقعية والادراكية لا يعقل في حقه النقص والنفع وإلا يلزم الخلف المحال ولعله لذلك عبر تعالى بالنفي التأبيدي وعن مولانا السجاد (عليهالسلام) في صحيفته الملكوتية «يا من يستغنى به ولا يستغنى عنه ويا من يرغب اليه ولا يرغب عنه ويا من لا تفني خزائنه المسائل ويا من لا ينقطع عنه الوسائل».
قوله تعالى : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
جزاء لتمردهم على الله تعالى ، وهو يدل على شدة العذاب وفظاظته بذكر أحد آثاره وهو غاية الإيلام.
وقد وصف سبحانه وتعالى العذاب في الآية السابقة بالعظيم وهنا بكونه أليما لتفاوت الطائفتين فان الاولى كانوا مسارعين في الكفر