سورة القصص
ومن السورة التى يذكر فيها القصص ، وهى كلها مكية ،
إلا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) فإنها نزلت بالجحفة بين مكة
والمدينة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٦) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠))
عن ابن عباس ، رضوان الله عليه فى قوله عزوجل : (طسم (١)) ط طوله ، وسين سناؤه ، وميم ملكه ، ويقال : قسم أقسم به (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢)) إن هذه السورة آيات القرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهى (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ) يقول : يقرأ عليك جبريل خبر موسى وفرعون (بِالْحَقِ) بالقرآن (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣)) يصدقون بك وبالقرآن (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا) خالف وتجبر وكفر (فِي الْأَرْضِ) أرض مصر (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) فرقا فرقا (يَسْتَضْعِفُ) يقهر (طائِفَةً مِنْهُمْ) منى بنى إسرائيل (يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ) صغارا (وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) يستخدم نساءهم كبارا (إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤)) فى كفره بالقتل