(قُلْ) لهم يا محمد (كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً) بأنى رسوله (يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الخلق (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ) بالشيطان (وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٥٢)) المغبونون بالعقوبة ، يعنى أبا جهل وأصحابه (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ) يا محمد (بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى) وقت معلوم (لَجاءَهُمُ الْعَذابُ) قبل وقته (وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً) فجأة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٣)) بنزوله (يَسْتَعْجِلُونَكَ) يا محمد (بِالْعَذابِ) فى الدنيا (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ) ستحيط (بِالْكافِرِينَ (٥٤)) وهى تجمعهم جميعا (يَوْمَ يَغْشاهُمُ) يأخذهم (الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ) من فوق رؤوسهم (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) إذا ألقوا فى النار (وَيَقُولُ) لهم (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥)) بما كنتم تعملون وتقولون فى الكفر.
(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، يعنى أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا وأصحابهم ، رضوان الله عليهم (إِنَّ أَرْضِي) أرض المدينة (واسِعَةٌ) آمنة فأخرجوا إليها (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦)) فأطيعون (كُلُّ نَفْسٍ) منفوسة (ذائِقَةُ الْمَوْتِ) تذوق الموت (ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٥٧)) بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) لننزلنهم فى الجنة (غُرَفاً) علالى (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى الجنة (نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٥٨)) ثواب العاملين (الَّذِينَ صَبَرُوا) على أمر الله والمرازى (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩)) لا على غيره فلما أمرهم الله بالهجرة إلى المدينة قالوا ليس لنا بها أحد يؤوينا ويطعمنا ويسقينا ، فقال الله تعالى : (وَكَأَيِّنْ) وكم (مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) لغد إلا النملة فإنها تجمع لسنة (اللهُ يَرْزُقُها) من تحمل ومن لا تحمل (وَإِيَّاكُمْ) يا معشر المؤمنين (وَهُوَ السَّمِيعُ) لمقالتكم من يرزقنا (الْعَلِيمُ (٦٠)) بأرزاقكم يعلم من أين يرزقكم.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٦٣) وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ