بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى والعلامات فلم يؤمنوا بهم فأهلكهم الله تعالى (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) بإهلاكه إياهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٩)) بالكفر والشرك وتكذيب الرسل (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ) جزاء (الَّذِينَ أَساؤُا) أشركوا بالله (السُّواى) النار فى الآخرة (أَنْ كَذَّبُوا) بأن كذبوا (بِآياتِ اللهِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَكانُوا بِها) بآيات الله (يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠)) يسخرون.
(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦) فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١))
(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) من النطفة (ثُمَّ يُعِيدُهُ) يوم القيامة (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١)) تردون فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) وهو يوم القيامة (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢)) ييأس المشركون من كل خير (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ) لعبدة الأوثان (مِنْ شُرَكائِهِمْ) من آلهتهم (شُفَعاءُ) أحد يشفع لهم من عذاب الله (وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ) بالهتهم بعبادتهم إياها (كافِرِينَ (١٣)) جاحدون يقولون والله ربنا ما كنا مشركين (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) وهو يوم القيامة (يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤)) فريق فى الجنة وفريق فى السعير (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ) فى جنة (يُحْبَرُونَ (١٥)) ينعمون ويكرمون بالتحف (١) (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) بالبعث بعد الموت (فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ) فى النار (مُحْضَرُونَ (١٦)) معذبون.
(فَسُبْحانَ اللهِ) فصلوا لله (حِينَ تُمْسُونَ) صلاة المغرب والعشاء (وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧)) صلاة الفجر (وَعَشِيًّا) وهى صلاة العصر (وَحِينَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ١٩) ، وزاد المسير (٦ / ٢٩٣) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ١٢٠).