واعملوا بما فيه (قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) من الدين والسنة (أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ) يدعو آباءهم (إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١)) إلى الكفر والشرك وما يجب به عذاب السعير فهم يقتدون بهم (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ) من يخلص دينه وعمله لله (وَهُوَ مُحْسِنٌ) موحد مخلص (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ) فقد أخذ (بِالْعُرْوَةِ) بلا إله إلا الله (الْوُثْقى) الوثيقة التى لا انفصام لها (وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)) ترجع عواقب الأمور فى الآخرة التى يموتون عليها (وَمَنْ كَفَرَ) بالله من قريش أو من غيرهم (فَلا يَحْزُنْكَ) يا محمد (كُفْرُهُ) هلاكه فى كفره (إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) بعد الموت (فَنُنَبِّئُهُمْ) فنخبرهم (بِما عَمِلُوا) فى الدنيا فى كفرهم (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣)) بما فى القلوب من الخير والشر (نُمَتِّعُهُمْ) نعيشهم (قَلِيلاً) يسيرا فى الدنيا (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ) نصيرهم ، ويقال : نلجئهم (إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤)) شديد لونا بعد لون (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) يا محمد (مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَ) كفار مكة (اللهُ) خلقهما (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) الشكر لله فاشكره (بَلْ أَكْثَرُهُمْ) كلهم (لا يَعْلَمُونَ (٢٥)) توحيد الله ولا شكر نعمته.
(لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ) من الخلق (وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) عن خلقه (الْحَمِيدُ (٢٦)) المحمود فى فعاله (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) تبرى أقلاما (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ) يعطيه المدد (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد ما صيرت (سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) مدادا فكتب بها كلام الله وعلم الله (ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) كلام الله وعلم الله ، ويقال : تدبير الله (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) فى ملكه وسلطانه (حَكِيمٌ (٢٧)) فى أمره وقضائه (ما خَلْقُكُمْ) على الله إذ خلقكم (وَلا بَعْثُكُمْ) إذ بعثكم (إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) إلا بمنزلة نفس واحدة (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لمقالتكم عليم بقولكم كيف يبعثنا (بَصِيرٌ (٢٨)) يبعثكم (أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر فى القرآن (أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) يزيد الليل على النهار فيكون الليل خمس عشرة ساعة والنهار تسع ساعات (وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) يزيد النهار على الليل ، فيكون النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ) ذلل الشمس (وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى وقت معلوم فى منازل معروفة لها (وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ) من الخير والشر (خَبِيرٌ (٢٩) ذلِكَ) القدرة لتعلموا وتقروا (بِأَنَّ اللهَ